السبت، 13 ديسمبر 2008

لبيك اللهم لبيك






















لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك

منذا ما يقرب من خمسة عشر عاما كنت أركب بجانب سائق سيارة ميكروباس فسالته لوأن معه ماء فقد كنت عطشانا جدا فاعطانى فشربت وبعدما انتهيت سألنى هل تعلمم مم شربت ؟ فقلت لا , قال من ماء زمزم , فشعرت ان نسائم طيبة تخترق جسمى وتنتشر فى كل قطعة فيه , فلم أجد نفسى الا وعيونى تنسكب رغبة ورهبة مما شربت منه وأنا لا ادرى ....
وكان كلما تأتى وقفة عرفات وأتابعها عبر الاذاعات المسموعة والمرئية كانت يعترينى ما يعترينى من شوق ومن خشوع , فما سمعت لبيك اللهم لبيك وملايين الناس ترددها فى آن واحد الا وانسكبت دموعى شوقا وعلا نحيبى حتى اننى والله ذات يوم ظننت ان نهايتى وموتى سوف تكون فى عرفات وظننت ان مشاعرى لن تقاوم هذه العظمة وانا من الحضور , تمنيت على الله وحقق الله ما تمنيت ودعوت الله ولبى الله دعائى .فالحمد لله حمدا يليق بعظمته وشكرا له شكرا يليق بجلاله

اليوم الأول

بمجرد وصولنا الى مكة بدأنا طواف القدوم فكانت لحظات جميلة فالكل يطوف بالكعبة فى خشوع وسعادة ولكن لفت نظرى مجموعة من الناس تسير معا كقطعة متلاصقة يعجز اى احد عن اختراقها والتفريق بينها لهم قائد جهور الصوت يردد الأدعية ومن خلفه تردد المجموعة , خلفه مجموعة من الرجال ومن خلفهم مجموعة من النساء اللاتى يرتدين زيا ابيضا موحدا , يحيط بهن مجموعة من الشباب الذين ايضا يرتدون زيا مميزا ويمنعون اى أحد من لمس نسائهم , بأن صنعوا طوقا فولازيا من اذرعتهم حول نساءهم , مما يمنع اى من الطائفون من لمس نساءهم , فأعجبنى كثيرا ذلك , وقد كان فى نفسى شيئا من التصاق الرجال بالنساء اثناء الطواف وان كان ذلك يعتبر مباحا عند الكثيرين , متعللين بأن الموقف اعظم من ان يفكر الرجل بالمرأة والمراة بالرجل , لكن سألت نفسى لماذا لا يفعل كل الناس مثل هؤلا ء المجموعة , لقد اعجبتنى ادعيتهم المتنوعة التى دائما تنبش فى القلب فتسكب الدموع ورايت انهم يشاطروننى الرأى فى ما ينبغى ان تكون عليه النساء بمنأى عن الرجال فى اثناء الطواف حتى وان حسنت النوايا . فلما سألت عن هذه المجموعة عرفت انها من شيعة آل بيت محمد .
وعرفت أن ذلك من أخلاق آل بيت محمد فلقد كان قلبى يميل الى هذا السلوك قبل أن أراهم .

انتهى طواف القدوم وذهبت الى اللمبة الخضراء التى اتفقت انا واصدقاء الرحلة ان نلتقى عندها اذا فرقتنا الجموع الطائفة وهناك بالفعل وجدت اصدقائى ينتظروننى حيث بدأنا السعى سبعة أشواط من الصفا الى المروة ولقد لفت نظرى المجهود الضخم الذى بذلته الأدارة السعودية فى تيسسير السعى على الحجاج وبعد انتهاء السعى انتقلنا الى المكان الذى سنقيم فيه سويعات قبل الذهاب الى عرفات. وكانت فيلا جميلة اعدتها لنا الحملة التى تم الحجز لنا فيها
الى عرفات الله
وصلنا الى عرفات قبل الفجر بنصف الساعة حيث صلينا صلاة الفجر جماعة ثم ذهبت انا وصاحبى الى جبل الرحمة , ولقد فوجئت بالأعداد الهائلة من الحمام الأبيض التى تغطى جبال وسهول عرفات فقد كان الحجيج يشبهون الحمام الأبيض المنتثر على الجبال والوديان لقد كانت لحظة رائعة حينما تسلقت وصاحبى جبل الرحمة فوجدت اناسا من كل الأجناس ومن كل الأعمار يحاولون التسلق مثلنا والأتجاه الى القبلة مهللين مكبرين داعين الله بالمغفرة والتوبة .لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك أن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك . مضى يوم عرفات فكانى به يوم القيامة , حالة لم تتكرر فى حياتى وجموع لم تضمها عينى من قبل , الكل فى اتجاه واحد يقول كلمة واحدة لرب واحد .

اتى المغرب وصار لزاما علينا أن ننتقل الى المزدلفة لنبيت فيها ونجمع الحصى , ثم نتجه فى الصباح الى منى لنرمى او الجمرات .

رمى الجمرات

ويحى ماذا حدث لى أقاتل الناس ويقاتلوننى كى أرجم حجرا بحجر . يالروعة الحدث حينما انغرست وسط الناس وأراهم يتزاحمون من أجل رمى سبع جمرات فى الحائط الصخرى . الكل صار وحشا يريد الأنتقام من شيطان طالما عذبهم طالما ضللهم طالما ابعدهم عن ربهم , كم كنت مندهشا حينما رأيت الغل والكراهية التى يحملها الناس لعدوهم المبين الشيطان الرجيم .. وصرت اصرخ بأعلى صوتى الله اكبر ..ألله أكبر توقف عقلى وتحدث أيمانى فى هذه اللحظة ندرى بأيماننا ونرى بقلوبنا وانا رايت الشيطان الرجيم مرجوما مهانا مدحورا .الله أكبر..ألله أكبر .والله لقد تمنيت لوكانت هذه السبع حصوات مليون حصوة لكى ارجم بها الشيطان بداخلى والله لقد تمنيت لو كنت أبقى هنا عند الجمرات شهرا , فانا أحمل لهذا الشيطان كراهية وبغضاء لا تكفينى مليون حصوة لرجمه , لكنها الطاعة والألتزام التى تعلمتها من مناسك الحج .
طواف الفاضة
وذهبت وصاحبى الى الكعبة لطولف الأفاضة وأنا فى نشوة روحية هائلة ..وقد من الله على بأدخال يدى داخل الحجر الأسود . وقد كنت أعد ذلك مستحيلا فى وجود هذه الملايين من البشر , لقد حاولت مرار فى العمرة , فقد اتيته فى الصباح وفى المساء وفى الليل وفى كل ساعات النهار والليل لكن لم أستطع لمسه فى أى يوم وألأن وفى حضور كل هذه الجموع الهادرة يوفقنى الله لوضع يدى داخله ! لقد شكرت الله كثيرا لذلك واعتبرته بشرى من الله لى لتقبل حجى
اللهم أقبضنى اليك وانت راض عنى ..فياخيبتى ان قبضتنى اليك مغضوب على ..اللهم أصلح حال المسلمين ووفق ولاة أمورهم لما يرضيك .. أللهم أرزق من يشتاق الى بيتك زيارته

ليست هناك تعليقات: